يتذكر فيرسفيلد ذلك قائلاً: "شعرت بذهول
كامل. كنتُ أحاول أن أفهم ما جرى للتو!" أما كرويف، فقال: "كنا على مقربة
من عيد الميلاد، ولهذا رغبنا بأن نمنح مشجعينا هدية تخلّدها أذهانهم!"
سرعان ما تداولت الأنباء في كافة أنحاء العالم
خبر تنفيذ الضربة الثابتة عبر لاعبين، وأن تلك الفكرة ولدت في أمستردام. لكن الحقيقة
هي أن الفكرة وجدت طريقها إلى الحياة قبل ذلك بربع قرن، وتحديداً قبل يومنا هذا بثمان
وخمسين سنة.
لقد شهدت تصفيات أوروبا المؤهلة إلى كأس العالم
FIFA 1958 وتحديدا في مايو/أيار 1957
إنطلاق هذه الفكرة، حيث قام بها لاعبا منتخب إيرلندا الشمالية داني بلانشفلورز وجيمي
مكلروي بتنفيذ ركلة جزاء ليسجلا في مرمى البرتغال في مباراة إنتهت بفوز منتخب بلادهم
3-0 وسرعان ما تكرر المشهد في مباراة بين بلجيكا وأيسلندا. فقبيل انتهاء الشوط الأول،
كان الشياطين الحمر متقدين بفارق كبير 6-1، وسنحت الفرصة لمهاجمهم ريك كوبينز بأن يعزز
الهوة من ضربة جزاء. وبدلاً من توجيه الكرة بشكل مباشر، تبادلها ابن السابعة والعشرين
مع زميله أندريه بيترز وهو ما أدى لترك الحارس بيورجوين هيرمانسون خط المرمى ليترك
العرين خالياً أمام كوبينز الذي وجّه المستديرة الساحرة بسهولة إلى المرمى.
وعما قام به كوبينز، قال زميله السابق ثيو فان
روي: "كان شخصاً يتطلّع للإبهار على أرض الملعب. كان يحبّ أن يقوم بأمور يقول
عنها الناس ’ياللروعة!‘، وفي ذلك اليوم نطق الملعب برمّته بتلك الكلمة. كان ذلك أمراً
ابتكره من بنات أفكاره ـ هل لك أن تتخيل ماذا كان يمكن أن يقولوا لو أنه أخفق في التسجيل؟"
لكن لاعبين آخرين اختبرا ردّة الفعل عندما تفشل
خطة تنفيذ ضربة الجزاء بلاعبين، وهما الفرنسيين روبير بيريز وتييري هنري. حيث شهدت
مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز بين فريقهما آرسنال ومانشستر سيتي عام 2005 تمرير
بيريز كرة ضعيفة من ضربة جزاء إلى زميله في أرسنال هنري الذي فشل في متابعتها. ومن
المؤكد أن هذين النجمين الفرنسيين ندما على الفكرة حيث لا ينفع الندم!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق